نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 264
حيث صار المياه كلها عليهم دماء حتى كان القبطي والسبطى الإسرائيلي يجتمعان على اناء واحد فيصير ما يلي القبطي دما وما يلي الإسرائيلي السبطى ماء ويمص القبطي ماء من فم السبطى فيصير دما وانما أرسلنا عليهم هذه البليات لتكون آياتٍ اى دلائل وعلامات دالة على كمال قدرتنا مُفَصَّلاتٍ مبينات موضحات مميزات بين الهداية والضلالة والحق والباطل والرشد والغي فَاسْتَكْبَرُوا عنها مع وضوحها وسطوعها واعرضوا عن مدلولاتها وأصروا على ما هم عليه وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ مستحقين بالعذاب والعقاب فلم ينفعهم الآيات والنذر لخبث طينتهم ورداءة فطرتهم
وَهم قد كانوا لَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ وحين حل عليهم البلاء والمصيبة قالُوا متضرعين متفزعين يا مُوسَى الداعي للخلق الى الحق ادْعُ لَنا رَبَّكَ الذي رباك بأنواع الكرامات بِما عَهِدَ عِنْدَكَ من اجابة دعواتك وقبول حاجاتك والله لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ بدعائك لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ مصدقين نبوتك ورسالتك وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ بلا ممانعة ولا مماطلة
فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ بدعاء رسولنا موسى وبلغ الزمان إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ اى عينوه وقدروه لإيمانهم وارسالهم ليتأملوا ويتفكروا فيها إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ اى بعد ما وصل وقت الوفاء والإيفاء بالعهود والمواثيق بادروا الى النكث والنقض ثم لما بالغوا في النكث وخالفوا أمرنا وكذبوا بنبينا
فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ اى أردنا انتقامهم وأخذهم فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ اى البحر العميق لانهماكهم في بحر الغفلة والطغيان كل ذلك بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا الدالة الموصلة الى وحدتنا الذاتية وَكانُوا بسبب استغراقهم في بحر الغفلة والضلال عَنْها غافِلِينَ محجوبين لا يهتدون بهداية الرسل والأنبياء
وَبعد ما أغرقناهم في يم العدم واستأصلناهم عن قضاء الوجود بالمرة أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ بالقهر والغلبة سيما بقتل الأبناء واستحياء النساء مَشارِقَ الْأَرْضِ المعهودة اى مصر ومشارقها الشام ونواحيها وَمَغارِبَهَا الصعيد ونواحيها الَّتِي بارَكْنا فِيها كثرنا فيها الخير والبركة وسعة الأرزاق وطيب العيش من جميع الجهات وَبعد ما اورثناهم قد تَمَّتْ اى كملت وحقت كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى يا موسى بإنجاز الوعد والنصر وايراث الديار والأموال وغير ذلك عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا اى بسبب ما صبروا على اذياتهم المتجاوزة عن الحد وَدَمَّرْنا اى خربنا وهدمنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ من الابنية الرفيعة والقصور المشيدة وَما كانُوا يَعْرِشُونَ عليها مترفهين بطرين كمسرفي زماننا هذا احسن الله أحوالهم.
ثم أشار سبحانه الى قبح صنيع بنى إسرائيل وخبث طينتهم وجهلهم المركوز في جبلتهم وسخافة طبعهم وركاكة فطنتهم تسلية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتذكيرا للمؤمنين ليحذروا عن أمثال ما اتى به هؤلاء فقال وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ اى عبرناهم سالمين غانمين الْبَحْرَ الذي قد أهلك عدوهم فَأَتَوْا اى مروا في طريقهم عَلى قَوْمٍ من بقية العمالقة يَعْكُفُونَ ويعبدون عَلى أَصْنامٍ تماثيل كانت معبودات لَهُمْ من دون الله قالُوا اى بنوا إسرائيل من قساوة قلوبهم وضعف يقينهم بالله المنزه عن الأشباه والأمثال يا مُوسَى المبعوث المرسل إلينا من الله الواحد الأحد اجْعَلْ لَنا إِلهاً اى تمثالا واحدا مشابها لله نعبده ونتقرب نحوه كَما لَهُمْ آلِهَةٌ يعبدونها ويتقربون نحوها ونحن كيف نعبد وندعو الى اله موهوم لا نراه ولا نشاهده وكيف نتضرع اليه ونتوجه نحوه ونستحيي منه ونخاف عنه ثم لما تفرس منهم موسى
نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 264